البتراء { المدينة الوردية }
وهي إحدى عجائب و تقع في المملكة الأردنية الهاشمية و قد سميّت بالـمدينة الوردية لأنها تتميز بأنها حفرت في صخر " وادي موسى " الوردي ، ولذا سميت بالمدينة الوردية ، ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغة اليونانية الصخر .
وقد بناها الأنباط في العام 400 قبل الميلاد وجعلوا منها عاصمة لهم وعلى
مقربة من المدينة يوجد جبل هارون الذي يعتقد أنه يضم قبر النبي هارون والينابيع السبعة التي ضرب موسى بعصاه الصخر فتفجرت. اختيرت البتراء بتاريخ
7/7/2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
تـاريـخ البـتـراء :
كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي
دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربا
وحتى صحراء بلاد الشام شرقا.و من شمال دمشق وحتى البحر الاحمر جنوبا, شكل موقع
البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية
ومصر أهمية أقتصادية فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق
وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب
الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا
واللؤلؤ من الخليج العربي.
نهاية دولة الأنباط كان على يد الرومان عندما
حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 105 وأسموها الولاية العربية. وفي سنة 636
أصبحت البتراء تعيش على من تبقى من سكانها على الزراعة لكن الزلزال الذي أصابها
سنة 746/748 وزلازل أخرى أفرغتها من أهلها.
إعادة اكتشاف الغرب للبتراء:
مع بدء رحلات المستشرقين للعالم
العربي في القرن التاسع عشر تم أكتشاف البتراء عام 1812 م علي يدي المستشرق
السويسري يوهان لودفيج بركهارت الذي
تعلم اللغة العربية ودرس الإسلام في سوريا وجاء إلى البتراء مدعياَ بانة مسلم من
الهند بعد أن تنكر بزي إسلامي وهدفة تقديم اضحية إلى النبي هارون وبذلك سمح لة
السكان المحليون بالدخول إلى المدينة الوردية، وقد احتوى كتابه المطبوع عام 1828
والمعروف باسم رحلات في سوريا والديار
المقدسة على
صور للبتراء. ومن أهم الرسومات التي اشتهرت بها البتراء كانت هي الليثوغرافيا التي
رسمها ديفيد روبرتس للبتراء ومنطقة وادي موسى أثناء
زيارته عام 1839 والتي تجاوز عددها عشرين لوحة ليثوغرافية وقد طبع العديد منها مما
أعطى البتراء شهره عالمية. ويوجد للبتراء العديد من اللوحات والصور الأخرى التي
تعود للقرن التاسع عشر مما يدل على مدى الاهتمام الذي أضفاه إعادة اكتشافها على
أوروبا في ذلك الوقت. من الأعمال المشهورة للبتراء لوحة فنية بالألوان المائية
لمناظر البتراء للفنان شرانز حوالي 1840 وأول خارطة مخطوطة للبتراء باللغة
الإنجليزية من رسم الرحالة لابودي حوالي عام 1830 وصور للبتراء تصوير فريت عام
1830 ويبلغ عرض الخزنة 28 مترا وارتفاعها 39.5 مترا, كما يوجد العديد من التماثيل
الهيكلية ( بقايا جثث الأنباط ).
المواقع الأثرية داخل البتراء:
|
الخـزنـة
بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه ثمانية وعشرون متراً. سمي هذا البناء بخزنة لاعتقاد سكان المنطقة أهالي وادي موسى بأن وضع الكنوز كان في الجرة الموجودة في الطابق الثاني، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز . وما هذا الموقع إلا هيكلاً قبراً يتكون من طابقين، وواجهة الطابق السفلي عبارة عن ستة أعمدة كورنثية ومنه نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة. ويتكون الطابق الثاني من ثلاثة أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان منحوتتان في الصخر. وتزين شرفة هذا الطابق رسومات الزهور والثمار والنسور وهي أشهر مافي البتراء .
|
|
الـديـر
هو هيكلاً ضخماً بلغت عرض واجهته 47 متراً تقريباً وارتفاعها 40 متراً تقريباً وقد حفرت واجهته في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين نقشا عليها وأطلق على الدير لقب قبر الأسد.
|
|
الـمـذبـح
يقع بين خزنة فرعون والمدرج الروماني. له ساحة واسعة طولها 64 متراً وعرضها 20 متراً وفي هذه الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح. |
|
قـصر البـنـت والبنت هي أميرة ذكرت في قصة خرافية كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه ومن ثم وعدت أن تتزوج من يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها .والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد تكريماً للإله 'دو الشرى'.
مقام هارون عليه السلام
داخل مدينة البتراء الوردية وعلى أحد قمم جبل هور المطلة على نهاية المدينة يقع مقام النبي هارون (عليه السلام) ومرقده، والمرقد عبارة عن غرفه وحوش، تعلو الغرفة قبة بيضاء، كتب على أعلى باب المقام تاريخ تجديدهسنة 709 هجري، والقبر مجلل بخلعه خضراء وأمامه حجر أسود، ويعتقد سكان هذه المناطق بأن للمكان منزلهعظيمة، ودعوة المتضرعين إلى الله فيه مستجابة لشفاء مرضاهم أو نزول المطر أو إخصاب الماشية، وهارون أخو موسى ووزيره وشريكه، والوصول إلى المقام من داخل مدينة البتراء فقط، ويتطلب جهدا لتسلق جبل هور.
|
المرافق السياحية:
البتراء محفورة في الصخر
ومختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها تحظى بسحر
غامض. إن المرور بالسيق وهو ممر طريق ضيق ذو جوانب شاهقة العلو التي بالكاد تسمح
بمرور أشعة الشمس مما يضفي تباين دراماتيكي مع السحر القادم وفجأة يفتح الشق على
ميدان طبيعي يضم الخزنة الشهيرة للبتراء المنحوتة في الصخر والتي تتوهج تحت أشعة الشمس
الذهبية.
وهنالك العديد من
الواجهات التي تغري الزائر طيلة مسيره في المدينة الأثرية، وكل معلم من المعالم
يقود إلى معلم آخر بانطواء المسافات. إن الحجم الكلي للمدينة علاوة على تساوي
الواجهات الجميلة المنحوتة يجعل الزائر مذهولا ويعطيه فكرة عن مستوى الإبداع والصناعة
عند الأنباط الذين جعلوا من البتراء عاصمة لهم منذ أكثر من 2000 عام خلت. ومن
عاصمتهم تلك استطاع الأنباط تأسيس شبكة محكمة من طرق القوافل التي كانت تحضر إليهم
التوابل والبخور والتمر والذهب والفضة والأحجار الثمينة من الهند والجزيرة العربية
للإتجار بها غرباً نتيجة للثروة التي حصلوا عليها، قاموا بتزيين مدينتهم بالقصور والمعابد والأقواس.
و حالما
تنطلق من بوابة مدخل المدينة يبدو الوادي رحبا ومفتوحا. إن هذا القسم هو مدخل ضيق
يعرف بباب السيق. أول ماتمر به هو مجموعة الجن وهي عبارة عن مجموعة من ثلاثة
مكعبات صخرية تقف إلى اليمين من الممر ولدى عبور المزيد خلال الشق يرى الزائر ضريح
المسلات المنحوت في المنحدر الصخرى وفي لحظة يتحول الممر من عريض إلى فجوة مظلمة
لا يتجاوز عرضها عدة أقدام وفجأة وعلى بعد عدة خطوات تحصل على أول رؤية لأروع
إنجاز للبتراء وهي الخزنة التي تبدو للعيان تحت أشعة الشمس الحارقة والمنحوتة في
الصخر.
التشكيلات الصخرية في هذه المدينة ...
قمـة البتـراء ...
منحوتات داخل المدينة ...